التبوريدة صرح حفر أساسه وشيده الشيوخ. الناصرية نموذجا.
-----من خلال الصفحتين 48 و49 من المخطوط الأول الذي أحوزه، نجد ما يلي: .....وحوزها يعلمون الناس الرماية بنية صالحة وحالة مرضية رحمهم الله تعالى كمثل سيدي سعيد بن محمد الناصري القاطن بوزيمة بموضع يقال عين عرض وكان رحمه الله خيرا عابدا مشتغلا بجهاد نفسه ممن ترضى أحواله ويقتضى (يقتدى) به في الرماية والفروسية كانت نزيد عليه الوفود لتأخذ الرماية والفروسية عنه وكذا الشيخ الخير العارف المحب السيد أبي عز بن عب بن دباج اليريوي وأخوه السيد أحمد بن عبد الله بن دباج وولد عمهم الشيخ المحب الخير علي المكنى باسم امه منانة كان يكنى بامه وأمثال هؤلاء يطول علينا ذكرهم من قبيلة احمر من السادات النواصر ومن عامة القبيلة المذكورة وكذا ادركت في زاوية سيدي أبي زيد بن غلياس بواد شوشاوة من قبيلة دوبلال الشيخ البركة أحمد الرزيقي كان رحمه الله رجل كببير السن.... انتهى نقلي
قلت:
ما يلفت الانتباه في هذا الاقتباس هو تركيز المؤلف رحمه الله على الأوصاف ذات المعنى الصوفي كقوله: كان رحمه الله خيرا عابدا مشتغلا بجهاد نفسه ممن ترضضى احواله...... وقوله الشيخ الخير العارف المحب....
أما قوله: وكذا أدركت في زاوية سيدي أبي زيد بن إلياس بواد شوشاوة...... الشيخ البركة أحمد الرزيقي....
يبقى دليلا واضحا ينضاف إلى الأدلة التاريخية السابقة على أن الزاوية هي الحاضنة الأولى للرماية ولتراث التبوريدة، ومنها كانت تخرج طرقها وأساليبها وكيفياتها.
ملحوظة: عائلة بن دباج أو بن دوباج لا يزال لها امتداد ولست أدري إن لازالت الرماية والتبوريدة فيهم، ولكني التقيت رجلا منهم مصادفة فعلمت اصله الطيب وربما هو نفسه لا يعرف تاريخه، وقد سألته هل هو من شيشاوة فأكد لي الأمر مستغربا كيف عرفته فقبلت يده وطلبت منه الدعاء وانصرفت إلى حال سبيلي.
